هو البيتُ العتيق
إلى مَن أحبّ
تعالَيْ نحوَ قلبي لا تخافي
ففي قلبي صَفيّاتُ القوافي
هو النّسرُ الذي يعلو بعيداً
و أنتِ له القوادمُ و الخوافي
فما أنسَتْهُ ليلاهُ اللّيالي
و لا ذهبتْ بذكراها العوافي
و لكنْ جَدَّ وَجدٌ فاستجدّتْ
قوافيهِ بأورادٍ صَوافِ
كأنداءِ الغمامِ إذا أفاضتْ
سجاياها على حِلَقِ الضّفافِ
و ما أحببتُ من أحببتُ حتّى
رماني الحُبُّ بالسُّمْرِ الثِّقافِ
و يحلو لي جَناها حينَ أدنو
كما يحلو الجَنى آنَ القِطافُ
و تسقيني بيُمناها شراباً
فأسكرُ من رقائقها اللِّطافِ
و ذي كبِدي براها ما براها
أجوزُ بها المفاوزِ و الفيافي
عساها أنْ تفوزِ بمبتغاها
إذا فازتْ برَشْفٍ من سُلافِ
فجودي يا سعادُ على محبٍّ
فإنّ العمرَ آذنِ بانصرافِ
فما كبِدٌ يُسلّيها التّلاقي
كواحدةٍ يلوّعُها التّجافي
و كم جرحَ الهوى منّا قلوباً
فلم أرَ مثلَهُ بين الشّوافي
و إنّ لهُ على ما قد علمنا
يداً أمضى من البيضِ الخِفافِ
و ليسَ الحبُّ غيرَ عفافِ نفسٍ
و قلبٍ صادقٍ و يَدٍ تُصافي
و كم ألفيتُ من حُسْنٍ و نُعمى
فما ألفيتُ كنزاً كالعفافِ
*****
نموتُ على الهوى و عليهِ نحيا
و حبُّ الله باقٍ في الشَّغافِ
فلَمْ أرَ مثلَ حبِّ الله حبّاً
يدومُ على اتّفاقٍ و اختلافِ
هو البيتُ العتيقُ لكلِّ قلبٍ
فكيفَ نَمَلُّ من هذا الطُّوافِ ؟
من كلمات الشّاعر : أنس إبراهيم الدّغيم
معرّة النعمان / سوريا