[ اجعل لك خبيئة ]
. . . . . . . . . . . . .
الخبيئة هي طاعة معينة تقومين بها لا يعلم بها أحد إلا الله.
قد تكون ركعات في جوف الليل لا يعلم بها أحد،
صيام أيام لا يعلم بها أحد، تلاوة آيات من القرآن، ختمات لا يعلم بها أحد،
ذكر الله عز وجل بالآلاف لا يعلم به أحد،
دمعات على الوسادة ومناجاة.
كل ما لا يعلم به أحد من طاعاتك ولا تخبري به أحدًا ولا يعلمه إلا الله، فهو خبيئة.
فمن أعظم ما تتقربي به إلى ربك أن يكون بينك وبين الله خبيئة لا يعلمها أحد من الخلق
تدخرينها لنفسك في يوم أحوج ما تكونين فيه إلى ما يكسي عورتك ويطفىء ظمأك ويجعلك تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله.
العبادات الخفية و الأعمال الصالحة السرية بها من كنوز الحسنات ما لا يعلمه إلا الله فلا تغفلي عنها
وهذا زين العابدين علي بن الحسين رضي الله تعالى عنه وأرضاه يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدق به. قال عمرو بن ثابت: لما مات علي بن الحسين فغسّلوه جعلوا ينظرون إلى آثار سواد في ظهره. فقالوا: ما هذا؟ قالوا: كان يحمل جُرْب الدقيق يعني أكياس الدقيق ليلاً على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة.
وكان أحد السلف يقوم الليل كله فيخفي ذلك فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة.
وقد صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله وكان خرازًا يحمل معه غداه من عندهم، فيتصدق به في الطريق ويرجع عشيًا فيفطر معهم.
رحم الله أحد السلف وهو يقول:
"السرائر السرائر اللاتي يخفين على الناس وهن على الله بوادر"
• اسألي نفسك الآن :
ما هي العبادة التي تعملينها والتي لا يعلمها أحد من الناس،
استغفار بالأسحار؟
دمعة في خلوة؟
صدقة سر؟
أو إصلاح بين الناس؟
أو صلاة بالليل والناس نيام؟
` اعقدي العزم من الآن على أن تكون لك خبيئة من عمل صالح بحول الله وقوته
وصيتي لنفسي ولك
` اعزمي عزيمة جادة على استثمار أوقاتك على زرع غِراسٍ يانعاتٍ لك في الجنة بعزيمة صادقة وهِمّة عالية.
استعيني بالله ولا تعجزي)