لعل الذي ولى من الدهر راجع فلا عيش إن لم تبق إلا المطامع
غرور يمنينا الحياة : وصفوها سراب وجنات الأماني بلاقع
نسر بزهو من حياة كذوبة كما افتر عن ثغر المحب مخادع
هو الدهر قارعه يصاحبك صفوه فما صاحب الأيام إلا المقارع
إلى ما التواني في الحياة وقد قضى على المتواني الموت هذا التنازع
ألم تر أن الدهر صنفان أهله أخو بطنه مما يعد وجائع
إذا أنت لم تأكل أكلت ، وذلة عليك بأن تنسى وغيرك شائع
تحدث أوضاع العراق بنهضة ترددها أسواقه والشوارع
وصرخة أغيار لإنهاض شعبهم وإنعاشه تستك منها المسامع
لنا فيك يانشء العراق رغائب أيسعف فيها دهرنا أم يمانع
ستأتيك يا طفل العراق قصائدي وتعرف فحواهن إذ أنت يافع
ستعرف ما معنى الشعور وكم جنت لنا موجعات القلب هذي المقاطع
بني الوطن المستلفت العين حسنه أباطحه فينانة والمتالع
يروي ثراه " الرافدان " وتزدهي حقول على جنبيها ومزارع
تغذيه أنفاس النسيم عليلة تذيع شذاهن الجبال الفوارع
أأسلمتوه وهو عقد مضنة يناضل عن أمثاله ويدافع
وقد خبروني أن في الشرق وحدة كنائسه تدعو فتبكي الجوامع
وقد خبروني أن للعرب نهضة بشائر قد لاحت لها وطلائع
وقد خبروني أن مصر بعزمها تناضل عن حق لها وتدافع
وقد خبروني أن في الهند جذوة تهاب إذا لم يمنع الشر مانع
هبوا أن هذا الشرق كان وديعة " فلابد يوماً أن ترد الودائع "
ويوم نضت فيه الخمول غطارف يصان الحمى فيهم وتحمى المطالع
تشوقهم للعز نهضة ثائر حنين ظماء أسلمتها المشارع
هم افترشوا خد الذليل وأوطئت لأقدامهم تلك الخدود الضوارع
لقد عظموا قدرا وبطشا وإنما على قدر أهليها تكون الوقائع
وما ضرهم نبوا السيوف وعندهم عزائم من قبل السيوف قواطع
إذا استكرهوا طعم الممات فأبطأوا أتيح لهم ذكر الخلود فسارعوا
وفي الكوفة الحمراء جاشت مراجل من الموت لم تهدأ وهاجت زعازع
أديرت كؤوس من دماء بريئة عليها من الدمع المذال فواقع
هم أنكأوا قرحا فأعيت أساته وهم اوسعوا خرقا فأعوز راقع
بكل مشب للوغى يهتدى به كما لاح نجم في الدجنة ساطع
ومما دهاني والقلوب ذواهل هناك وطير الموت جاث وواقع
وقد سدت الأفق العجاجة والتقت جحافل يحدوها الردى وقطائع
وقد بح صوت الحق فيها فلم يكن ليسمع ، إلا ما تقول المدافع
كمي مشى بين الكمات وحوله نجوم بليل من عجاج طوالع
يعلمهم فوز الأماني ولم تكن لتجهله لكن ليزداد طامع
وما كان حب الثورة اقتاد جمعهم إلى الموت لولا أن تخيب الذرائع
هم استسلموا للموت ، والموت جارف وهم عرضوا للسيف ، والسيف قاطع
بباخرة فيها الحديد معاقل تقيها وأشباح المنايا مدارع
وإن أنس لا أنس " الفرات " وموقفا به مثلت ظلم النفوس الفظائع
غداة تجلى الموت في غير زية وليس كر�